الطلبة الجزائريون في ماليزيا

 الطلبة الجزائريون في ماليزيا

 يقال لهم عند طلبهم منحـــــــة الدراســة أنتم من بلـد غني

يعاني المئات من الطلبة الجزائريين في ماليزيا مأساة جوع حقيقية وهم بعيدون عن الأهل والوطن بآلاف الكيلومترات فيما تجشموا المشاق لأجل الوطن وحتى يكونوا إضافة إيجابية للخروج بهذا البلد من عنق زجاجة التخلف والدفع بالجزائر نحو ركاب الدول الكثيرة التي قطعت أشواطا محترمة في مسار التنمية·
ويعود سبب معاناة هؤلاء الجزائريين إلى افتقارهم لمنحة دراسة تسد رمقهم وتخرجهم من محنة التسول الطلابي بماليزيا أمام أقرانهم من الطلبة العرب والمسلمين الذين وجدوا إلى جانبهم بالغربة والدراسة دولهم الغنية منها والمتوسطة وحتى الفقيرة، خلافا للطلبة الجزائريين الذين وجدوا أنفسهم بين مطرقة الفاقة وسندان الجواب الكافي الذي يردد على مسامعهم كلما طرقوا بابا للحصول على مساعدة مالية في ماليزيا من قبل إدارة الجامعة أو رجال الأعمال أو حتى الجمعيات الأهلية أو صندوق الزكاة حين يقال لهم أنتم بلد غني وهو كذلك بالفعل، يقول هؤلاء الطلبة، يحابي حتى في الغنى ولا يقسم الظلم بالعدل، ذلك أن بعض الطلبة الآخرين من المحظوظين وممن ينتمي إلى عالم الجزائريين المفيدين والمستفيدين يحصلون على منح إلى دول أخرى رغم أن تسجيلهم بالجامعات الأجنبية لم يكن عن طريق بعثة جامعية، فهل يسمع الرئيس استغاثة هؤلاء الطلبة؟!




أنتم من بلد غني

لم يترك طلبتنا في ماليزيا بابا إلا وطرقوه لعلهم يحصلون على مساعدة مالية في الجزائر وفي ماليزيا خاصة من صندوق الزكاة أو الجمعيات الأهلية والسفارة الجزائرية بماليزيا وحتى رجال الأعمال الذين ينفقون على طلبة العلم، غير أن سعيهم بقي يرتطم دائما بالعبارة التي أضحى يرددها كل من يقصدوه الجزائر بلد غني، في رد يحمل في طياته الكثير من التساؤلات الاستغرابية مما يجعلهم يعودون أدراجهم طالما أن الشرح والتفسير يطول أما نتائجه فغير مضمونة فيفضلون أن يسيئ فيهم الظن من قصدوه على فضيحة تنال من سمعة بلدهم لدى أجانب لم يخطئوا في الحكم شكلا على بلد وإن جانبوا الصواب موضعا طالما أن الجزائر لا تنفق على البحث العلمي والعلم معشار ما تنفقه من المليارات على الأصوات الصاخبة للمغنين الذين يحجون إلى الجزائر كل عام·

الحاجة وراءهم و”السكوار” أمامهم

يأس هؤلاء الطلبة من أن يجدوا آذانا صاغية في وزارة التعليم العالي أو لدى سفارة الجزائر في ماليزيا دون أن يفقدوا الأمل في أن يلتفت إليهم رئيس الجمهورية بعدما لم يجدوا من مخرج لأزمتهم إلا ”السكوار” ليكونوا بذلك اسوء حالا من المستجير من الرمضاء بالنار عندما يجدون انفسهم مجبرين على صرف الدينار بسعر السوق السوداء الملتهب ما يجعلهم يطالبون في حديثهم لـ ”البلاد” من الرئيس أن يمنحهم على الأقل رخصة تحويل المال بسعر البنوك الجزائرية وهو الأمر الممكن تحقيقه طالما أنهم يملكون كل ما يثبت انهم طلبة متفوقون في دراستهم وان تواجدهم في ماليزيا لم يكن للبزنسة أو السياحة خلافا لغيرهم من المحظوظين الذين يستفيدون من منح في الخارج يصرفونها في وجهتها بعيدا عن الدراسة، فضلا عن ضآلة احتمالات عودتهم إلى الجزائر خلافا للطلبة المتواجدين في ماليزيا والذين يجمعون على أنهم يريدون أن يكونوا إضافة إيجابية للجزائر وعلى عودتهم إلى أرض الوطن خدمة للجزائر والجزائريين بعد الانتهاء من الدراسة وتحصيل العلم·  وعلى هذا يجد الطالب الجزائري نفسه مجبرا على دفع مصاريف إضافية تصل إلى نصف مجموع مصاريف الطالب خلال كامل دراسته لأن تحويل 1000 أورو في البنك تكلفك 100000 دينار· أما في السوق السوداء فتكلفك 150000 دينار وسبب هذا كله غياب قنوات قانونية يلجأ إليها الطلبة لتحويل العملة·

طلبتنا وطلبتهم

جميع الطلبة العرب والأجانب بماليزيا يحصلون على منح دراسية بسهولة تامة وليس ذلك لأنهم مبعوثين مسبقا من طرف حكوماتهم في بعثات دراسية، فحتى الطلبة الغير مبعوثين فبمجرد تحصيلهم لقبول دراسة في أي جامعة ماليزية يقومون بإيداع ملفات الحصول على منح دراسية لدى سفارات بلدانهم وبعد فترة وجيزة من دراسة الملفات وبغض النظر عن معدل الطالب أو تخصصه أو وضعيته المادية في بلده، يستفيد من هذه المنحة إذ بعد إنهاء الطالب الإجراءات اللازمة مع السفارة تنشأ علاقة مباشرة بين السفارة والجامعة المعنية فيتم بذلك تسديد جميع مصاريف الطالب من دراسة، سكن وزيادة على ذلك منحه مبلغ لا يستهان به شهريا لسد مختلف المصاريف المعيشية والشخصية وهذا ما يعطي الطالب الدفع اللازم والقوي لإنهاء دراسته بنجاح، يقول طلبتنا على سبيل المقارنة، لعل الغيرة الوطنية تتحرك لدى المعنيين بالأمر·
مطلبنـــا
لم يطلب طلبتنا في ماليزيا المستحيل وهم يرافعون من أجل الحصول على منحة أو مساعدة مالية تساعدهم على سد تكاليف دراستهم فمطلبهم ليس بدعا من المطالب، بالنظر لما يلقاه الطلبة الأجانب من الرعاية المالية من قبل بلدانهم·

فالطالب الليبي تسدد له كل حقوق الدراسة بما تتضمنه من تكاليف الإقامة، فضلا عن حصوله شهريا على مبلغ 5000 رينغت ماليزي، أي 1800 دولار شهريا وإن كان أعزب!
وكذالك الشأن مع الطالب السعودي الذي تدفع له حقوق الدراسة والإقامة ومبلغ 8000 رينغت ماليزي، أي 2700 دولار شهريا وإذا كان الطلبة الليبيين والسعودين ينتمون إلى دول غنية، فغيرهم من الطلبة الوافدين من دول فقيرة ليسوا أقل اهتماما من دولهم، فالطالب اليمني تسدد له كل حقوق الدراسة والإقامة مع حصوله شهريا على مبلغ يتراوح بين 2500 و3000 رينغت ماليزي، أي 1200 دولار شهريا· أما الطالب الصومالي فكل حقوق الدراسة تسدد له وكذلك الأمر بالنسبة للإقامة كما يتقاضى شهريا مبلغا يتفاوت حسب الجهة المانحة، ناهيك عن الفلسطينيين، السودانيين وعن الدول الافريقية الأخرى التي لا يمكن مقارنتها بالجزائر
المتــــــاح··
ولقد اتخذت الحكومة إجراء على استحياء بالتنسيق مع السفارة وبنك الجزائر الخارجي بإعطاء الطالب فرصة تحويل مبلغ 90 أورو في البنك كل شهر !! ولكن ما هو محل هذا المبلغ الزهيد مقارنة بالعملة المتعامل بها وهي الرينغت الماليزي وضعف الدينار الجزائري أمامها
وكذا المبالغ الكبيرة التي يصرفها الطالب الجزائري سنويا لسد مصاريف الدراسة وللبقاء حيا، مما يجعل من المبلغ الزهيد المقدر بـ 90 يورو وهوما يعادل 350  رينغت ماليزي لا تسد حتى مصروف الحد الأدنى الضروري من الأكل، فما بالك بالمصاريف الدراسية·
الممكـــــن··
وعلى هذا الأساس اقترح الطلبة الجزائريون أن:
1 يتم تحديد المبلغ اللازم تحويله فصليا أو حتى سنويا طبقا لنزول المصاريف في البيانات الجامعية للطالب وطبعا تكون مثبتة من طرفه·
2 أن يتم تقدير المصاريف المعيشية للطالب فصليا أو سنويا وهذا عن طريق السفارة التي تعرف الطبيعة الاقتصادية للبلد وبهذا يتم التوصل إلى مبلغ مقدر على أساس موضوعي ومرضي للطرفين·

سفراء للجزائر ··  رغم الفقر
يقول طلبتنا في ماليزيا كل عام تنظم الجامعة العالمية الاسلامية مهرجان سنوي لمدة أسبوع تحت شعار أسبوع الأمة ”أمتك ويك” ”ًممٌّ ًىُّفٍد يجمع حوالي 40 دولة ممثلة بطلبتها في الجامعة تتافس فيما بينها ثقافيا وتراثيا، حيث تسعى كل دولة أن تحتل المراتب الأولى بأي ثمن كان فسفاراتهم تمولهم وتقف إلى جانبهم ماديا ومعنويا وتشجعم بالمال والرجال حتى يرفع علمهم في حفل الاختتام، فالسفارة السعودية على سبيل المثال لا الحصر تجلب للمعرض ماء زمزم، ناهيك عن المساعدات الأخرى في سبيل التعريف بالمملكة· أما دولة تركيا التي احتلت المرتبة الثانية هذه السنة، فقد وضعت إمكانيات هائلة تحت تصرف أبنائها الطلبة، حتى لباس الجيش العثماني القديم الذي ابهر الجميع وفرته· بينما سفارتنا لم تقدم أي نوع من أنواع المساعدة ولو كانت معنوية ولكن رغم انعدام الامكانيات، فإن العزة الجزائرية والإصرار على رفع العلم الجزائري جعلهم يشاركون في المرتين الأخيرتين دون تحضير مسبق واحتلوا المرتبة الثانية والثالثة على التوالي ورفع العلم الجزائري مرتين، رغم انعدام الوسائل والامكانيات التي تعبر عن ثقافتنا العربية الامازيغة الاسلامية العريقة·

اخترنا جامعات ماليزيا لأنها··

المكانة المحترمة للجامعات الماليزية في العالم والتي تعتمد على الانجليزية كلغة تدريس وهي اللغة الأولى عالميا خاصة في سوق العمالة الدولية وانفتاح الدولة الماليزية على العالم بصفة عامة والعرب والمسلمين بصفة خاصة، منح الجامعات الماليزية القبول لدى الطلبة الجزائريين لمواصلة الدراسات العليا هناك في شتى مجالات البحث العلمي رغم ضعف كشوف نقاط الطلبة الجزائريين وذلك راجع للمستوى الحقيقي للطالب الجزائري الذي أبهر الجميع بإرادته ونتائجه الدراسية المحققة·

آفاق الاستفادة من التجربة الماليزية بالنسبة للجزائر

لا يمكن حصر جميع المجالات التي يمكن للجزائر أن تستفيد منها عن طريق طلبتها عند الدولة الماليزية، إذ تعتبر هذه الأخيرة دولة رائدة في الصناعات الثقيلة والدقيقة بتحكمها في التكنولوجيا دون أن ترهن نفسها في دوامة استيرادها والتي يمكن للجزائر الاستفادة منها بتطوير سبل التعاون في هذا المجال من خلال البعثات العلمية،

إضافة إلى تجربة ماليزيا الرائدة في جلب الاستثمار الأجنبي وكيفية التعامل معه لعدم الإضرار بمصالحها من حيث تشجيع المستثمر لجلبه ثم الاستفادة من تجربته والتحكم فيها·

إلى جانب تجربتها الذكية بانتهاج سياسة التوجه نحو الشرق وهي اعتناق قيم العمل السائدة في اليابان وكوريا الجنوبية، خاصة في الجانب الصناعي· كما أن لماليزيا تجربة الرائدة في الاقتصاد وتسيير الأزمات· كما تعد ماليزيا رائدة في مجال المقاولة والإعمار والبنى التحتية، حيث تعتبر ذات رصيد فني عالمي· أما في السياحة والاهتمام بالمعالم الطبيعية والتاريخية، ففي هذا المجال كذالك قطعت أشواطا جعلتها قبلة سياحية عالمية ووجهة مفضلة، مما جعل هذا القطاع اهم القطاعات التي تدر أرباحا لما تحولت ماليزيا إلى اكثر دول العالم استقطابا للسياح· فضلا عن تفوق هذا البلد المسلم في تنظيم رحلات الحج والعمرة والتي خولتها الحصول على جائزة أحسن وفود الحج والعمرة تنظيما وهذا كل سنة·

أما من حيث الأمن والاستقرار، فماليزيا في المرتب الأولى في العالم رغم أن دخول أراضيها بتأشيرة تمنح في المطار ولكل دول العالم، إلا أنها مؤخرا صنفت عاشر دولة من حيث الأمن في العالم· وكل هذه المجالات تمثل فرصة سانحة للجزائر حتى تستفيد منها·



حقـــــائـــــــق ماليزية ··  فهـــــل من عبــــرة جزائريــــة
ارتفاع صادرات البلاد من 0 مليار دولار إلى 520 مليار  دولار سنويا بين 1982 إلى .2004
تحولت من دولة زراعية إلى دولة متقدمة: ناتج قطاعي الصناعة والخدمات 90% من الناتج المحلي الإجمالي
خط الفقر أصبح 5% بعد ما كان 52% في 1970
انخفاض نسبة البطالة إلى 3%
نسبة صادرات السلع المصنعة 85% من إجمالي الصادرات
80 % من السيارات في الشارع الماليزي إنتاج محلي
الجانب التعليمي: في 1980 كان لديها 5 جامعات الآن لديها 80 جامعة منها 40 خاصة·

source

0 لا يوجد تعليق " الطلبة الجزائريون في ماليزيا"